المدير العام يحثّ رؤساء المكاتب القطرية التابعة لمنظمة الأغذية والزراعة على الارتقاء بالعمل الجماعي إلى المستوى التالي
99a14c3e-fc87-4102-83d0-b1d45aadf4e9.jpg?sfvrsn=c471df49_1)
©FAO/Valeria Mongelli
بانكوك - أبرزت منظمة الأغذية والزراعة، للسنة الثانية على التوالي، التزامها بوضع احتياجات البلدان والأقاليم في صدارة الجهود الجماعية الرامية إلى توجيه النظم الزراعية والغذائية على كوكب الأرض نحو مسار أكثر إنتاجية واستدامة.
ويجمع مؤتمر العمل العالمي السنوي لممثلي المنظمة، الذي أطلقه العام الماضي المدير العام للمنظمة، السيد شو دونيو، ورؤساء المكاتب القطرية في المنظمة لإجراء مناقشات استراتيجية تركز على كيفية تحسين كفاءة المنظمة بموازاة تكثيف الجهود الرامية إلى تلبية الطموحات الوطنية المتعلقة بتحويل النظم الزراعية والغذائية.
ويستضيف حدث هذا العام (10-13 ديسمبر/كانون الأول 2024) مكتب المنظمة الإقليمي لآسيا والمحيط الهادئ في بانكوك، حيث يشارك نحو 73 من رؤساء المكاتب القطرية للمنظمة ويحضره آخرون عن بُعد وتشارك فيه أيضًا قيادات عليا وموظفون آخرون من المقر الرئيسي للمنظمة في روما، ليصل العدد الإجمالي للمشاركين في هذا المؤتمر إلى 178 مشاركًا.
وقال المدير العام، في الملاحظات الافتتاحية التي أدلى بها، إنّ هذه المناقشات تأتي في "وقت حرج"، إذ تسعى المنظمة إلى المضي قدمًا في إطارها الاستراتيجي للفترة 2022-2031 وسط مشهد إنمائي عالمي سريع التطوّر تكتنفه تحديات الأمن الغذائي وأزمة المناخ ومتطلبات التنمية المستدامة، في ظلّ مشهد مالي صعب.
وقال السيد شو دونيو، في معرض إشادته بتجمّع ممثلي المنظمة لعملهم الحاسم "في الخطوط الأمامية"، إنّ المؤتمر "يمثّل خطوة كبيرة إلى الأمام في النهوض بعملنا الجماعي إلى المستوى التالي".
وشدّد معالي البروفيسور Narumon Pinyosinwat، وزير الزراعة والتعاونيات في تايلند، على أهمية النظم الزراعية والغذائية في النمو الاقتصادي والتنمية المستدامة في إقليم آسيا والمحيط الهادئ، وشكر المنظمة باعتبارها قوةً لإحداث التغيير.
وكان من بين المتحدثين الآخرين معالي الدكتور William Dar، وزير الزراعة السابق في الفلبين والمدير العام السابق للمعهد الدولي لبحوث المحاصيل في المناطق الاستوائية شبه القاحلة (ICRISAT).
وضع البلدان في مركز القيادة
قال المدير العام للمنظمة إنّ هذه السلسلة الجديدة من مؤتمرات العمل السنوية وخطط العمل الداعمة لها لا تؤكد التزام المنظمة باللامركزية فحسب، بل تؤكد أيضًا على أهمية إبقاء المنظمة على اتصال بالبلدان والمجتمعات التي تسعى إلى خدمتها، فضلًا عن ضمان المواءمة مع المقر الرئيسي.
وشدّد على السبل التي تستفيد من خلالها المنظمة من بصمتها العالمية وقاعدتها المعرفية التي لا مثيل لها وبرامج عملها الطويلة الأمد في كل إقليم من أقاليم العالم لمعالجة التحديات الماثلة أمام النظم الزراعية والغذائية الخاصة بسياقات محددة بطرق تتناسب مع مختلف السياقات في مختلف أنحاء العالم.
وكدليل على التدابير التي اتخذتها المنظمة لتكون أكثر استجابة لاحتياجات أعضائها، سلّط السيد شو دونيو الضوء على المشاركة المتزايدة هذا العام في مبادرة "بلدٌ واحد، منتجٌ واحد ذو أولوية" التي أطلقتها المنظمة، حيث يشارك فيها اليوم 87 بلدًا وتم تأمين تمويل إضافي من خارج الميزانية بقيمة 20 مليون دولار أمريكي لتمويل هذا الجهد.
منظمة أكثر مرونة وسرعة وابتكارًا
توازيًا مع مبادرة المؤتمر السنوي لممثلي منظمة الأغذية والزراعة، تحركّت المنظمة لترشيد عملياتها، وتحسين الكفاءة، والابتكار.
ومن بين هذه الخطوات الأخيرة التي ذكرها المدير العام، هناك تنفيذ آلية عاجلة للسماح للمنظمة بالتحرك السريع عند ظهور أزمات غذائية، وسلسلة جديدة من المبادرات لتعميم الابتكار في العمل اليومي الذي تضطلع به المنظمة.
وأوضح قائلًا "إنّ هذه المبادرات تجمعنا معًا، وتمنح المنظمة والمقر الرئيسي الأدوات والمساحة اللازمة لمواجهة التحديات بشكل مبتكر ودفع عجلة التقدم على أرض الواقع". وبالإضافة إلى ذلك، طبقت المنظمة سلسلة من الإصلاحات لتحسين العمليات اللوجستية وإدارة سلسلة التوريد، وتبسيط المشتريات، وتعزيز إدارة المخاطر، وتحسين عمليات وضع المشاريع.
لحظة الحقيقة
إنّ ممثلي منظمة الأغذية والزراعة هم الجهات الفاعلة الرئيسية في تنفيذ الإطار الاستراتيجي للمنظمة في الميدان على المستوى العالمي، حيث إنهم يقودون تنفيذ برامج المنظمة في البلدان التي يعملون فيها بالتعاون الوثيق مع الحكومة المضيفة وشركاء آخرين.
وعلى مدى الأيام الثلاثة المقبلة، سيبحث ممثلو المنظمة المجتمعون في بانكوك والمدير العام، السيد شو دونيو، وغيره من كبار القادة في مجموعة من المواضيع التي تتراوح بين النُهج المبتكرة لتحويل النظم الزراعية والغذائية، وتعزيز المكانة الاستراتيجية للمنظمة في الميدان، وتعزيز المجالات التشغيلية.
وقال السيد شو دونيو، في معرض إشارته إلى التعقيدات الواضحة التي تتسم بها استضافة إقليم آسيا والمحيط الهادئ للمؤتمر- حيث يمكن رؤية عدد من الممارسات الزراعية الأكثر ابتكارًا في سياق يسوده انعدام الأمن الغذائي والجوع والفقر، "إن هذه البيئة المتسمة بالتعقيد تؤكد مرة أخرى على مدى أهمية أن نجتمع معًا لنفكر معًا ونتعلّم معًا ونتعاون معًا لتوسيع نطاق استراتيجيتنا ووصولنا وتأثيرنا على المستوى العالمي".