المدير العام شو دونيو

اليوم الدولي للبطاطا 2025: منظمة الأغذية والزراعة تشدّد على أهمية هذا المحصول للأمن الغذائي وسبل العيش والبيئة

©FAO/Alessandra Benedetti

30/05/2025

روما - أكّد السيد شو دونيو، المدير العام لمنظمة الأغذية والزراعة (المنظمة)، خلال الاحتفال باليوم الدولي للبطاطا 2025 أنّ البطاطا هي أكثر بكثير من مجرد محصول أساسي - بل هي مساهم جوهري في ضمان الأمن الغذائي وسبل العيش والاستدامة حول العالم.

وقال المدير العام: "نحن لا نحتفل اليوم بمحصول فحسب، بل برمز القدرة على الصمود والتكيف والإمكانات غير المستغلة". وأضاف: "لقد كانت البطاطا غذاءً لملايين الأشخاص على مدى مئات السنين وهي لا تزال ترسم معالم المسار الذي تسير عليه النظم الزراعية والغذائية على نطاق العالم".

وقد ألقى السيد شو دونيو ملاحظاته هذه من خلال رسالة فيديوية موجهة إلى حفل رفيع المستوى أُقيم في المقر الرئيسي للمنظمة في روما، في إطار اليوم الدولي للبطاطا الذي يحمل هذا العام عنوان: "تشكيل معالم التاريخ، غذاء للمستقبل".

وشاركت في تنظيم هذا الحدث سفارة بيرو لدى وكالات الأمم المتحدة التي توجد مقارها في روما، وعُرضت فيه رسالة فيديوية من رئيسة بيرو فخامة السيدة Dina Boluarte.

رحلة متجذّرة في التاريخ، توفر قوة للمستقبل

بدأت زراعة البطاطا في جبال الأنديز قبل آلاف السنين ونمت لتصبح أحد المحاصيل الغذائية الأربع الرئيسية في العالم. وأدت دورًا تاريخيًا في تبادل المحاصيل على نطاق العالم وهي اليوم مصدر غذائي رئيسي في أكثر من 150 بلدًا.

وتتسم البطاطا بغلاتها الوفيرة وقدرتها على التكيف وقيمتها الغذائية العالية، ما يجعلها محصولًا يُعتمد عليه في بيئات متنوعة - من المناطق الجبلية إلى الأسواق الحضرية.

وقال السيد شو دونيو: "تساهم البطاطا في التغذية والأنماط الغذائية الصحية والميسورة الكلفة وتدعم سبل عيش ملايين الأشخاص، لا سيما صغار المزارعين والمجتمعات الريفية".

محصول مستدام إمكاناته غير مستغلة

البطاطا غنية بالمغذيات بما فيها الفيتامين C والبوتاسيوم والألياف الغذائية. كما أنها واحدة من أكثر المحاصيل كفاءة في استخدام الموارد، حيث تنتج كميات أكبر من الغذاء باستخدام كميات أقل من الأراضي والمياه - وتترك بصمة بيئية أصغر من العديد من المحاصيل الرئيسية.

بيد أنّ إنتاج البطاطا يواجه تهديدًا متزايدًا بسبب تقلبات المناخ والآفات والأمراض وتدهور التربة وتقلبات السوق.

ودعا المدير العام إلى تجديد العمل من أجل دعم المزارعين وبناء القدرة على الصمود على طول سلسلة القيمة الخاصة بالبطاطا، مشيرًا إلى أنه:

"ينبغي لنا أن نزيد قدرة سلسلة القيمة الخاصة بالبطاطا على الصمود بغية ضمان توافر الأغذية وإمكانية الوصول إليها والقدرة على تحمل كلفتها."

دعم التحول عن طريق الأفضليات الأربع

يدعم عمل المنظمة منتجي البطاطا من خلال استراتيجية شاملة تتماشى مع إطارها الاستراتيجي للفترة 2022-2031 والأفضليات الأربع وهي:

  • إنتاج أفضل، من خلال تزويد المزارعين بالعلوم والابتكار والممارسات الذكيّة مناخيًا؛
  • تغذية أفضل، من خلال تعزيز الأنواع الغنية بالمغذيات والمناسبة للسياق المحلي؛
  • بيئة أفضل، من خلال اتباع النُهج المستدامة مثل تعاقب المحاصيل والنظم الموفرة للمياه؛
  • حياة أفضل، من خلال تمكين الشباب والنساء وبناء سلاسل القيمة الشاملة.

وأشار السيد شو دونيو أيضًا إلى ثلاثة مجالات ذات أولوية في الدعم الذي تقدمه المنظمة وهي:

1-    تجهيز المزارعين لإنتاج قدر أكبر من الأغذية باستخدام قدر أقل من الموارد عن طريق الخبرات والحلول القائمة على العلوم؛

2-    ودعم تنمية سلسلة القيمة من خلال المبادرات على غرار مبادرة "بلدٌ واحد، منتجٌ واحد ذو أولوية

3-    والاستثمار في الجيل المقبل من المنتجين والمبتكرين لأنّ الشباب هم مستقبل الزراعة والاستهلاك.

احتفال عالمي

تضمّن الحدث الذي أقيم في المقر الرئيسي للمنظمة معرضًا عن تاريخ البطاطا وتنوعها وإمكاناتها، ومعرضًا للصور بعنوان "البطاطا والناس"، وعرضًا لأنواع البطاطا التقليدية والقادرة على الصمود في وجه تغيّر المناخ، وتجارب الطهي التي تجسد التنوع الثقافي والجغرافي لهذا المحصول.

وقد احتفل أيضًا شركاء المنظمة والحكومات في جميع أنحاء العالم باليوم الدولي للبطاطا من خلال الفعاليات المجتمعية والمعارض وحملات التوعية.

وكانت في صميم الاحتفال رسالة مشتركة مفادها أنّ هذا المحصول القديم له مستقبل واعد – وأنه من خلال تقديم الدعم المناسب، يمكنه الاستمرار في تغذية الأشخاص والاقتصادات وكوكب الأرض.

واختتم السيد شو دونيو بقوله: "إنّ احتفال المنظمة بالذكرى الثمانين لتأسيسها هذا العام يتيح فرصة مهمة لإعادة التأكيد على الدور الحيوي الذي تؤديه البطاطا في مكافحة الجوع، وتحسين سبل العيش، وبناء مستقبل غذائي أفضل للجميع".