المدير العام شو دونيو

الدورة الأولى للحوار الوزاري المتوسطي حول أزمة الأمن الغذائي

للدكتور شو دونيو، المدير العام لمنظمة الأغذية والزراعة

08/06/2022

الدورة الأولى للحوار الوزاري المتوسطي حول أزمة الأمن الغذائي

بيان

يلقيه

الدكتور شو دونيو، المدير العام لمنظمة الأغذية والزراعة

النسخة المعدّة للإلقاء

8 يونيو/حزيران 2022

 

 

معالي السيد Luigi Di Maio، وزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي في إيطاليا،

أصحاب المعالي والسعادة،

حضرات السيدات والسادة،

1-            أود أن أخصّ بالشكر معالي الوزير Di Maio لدعوته إلى عقد هذا الاجتماع الهام.

2-            كما أثني على حكومة إيطاليا للقيادة القوية التي اضطلعت بها خلال هذه الفترة الصعبة.

3-            واليوم، في أعقاب الجائحة، وفي ظل الحرب الدائرة في أوكرانيا والصراعات المندلعة في عدد من البلدان حول العالم، نعيش وضعًا عالميًا بالغ التعقيد.

4-            وتعرب منظمة الأغذية والزراعة عن تقديرها لالتزام إيطاليا بإعلان ماتيرا الصادر عن مجموعة العشرين الذي يدعو إلى تعزيز الجهود الجماعية من أجل تحقيق مقاصد الهدف 2 من أهداف التنمية المستدامة ووضع حد لسوء التغذية بأشكاله كافة،

5-            وبالأخص، اقتراح تأسيس التحالف من أجل الغذاء الذي تم التنويه به في إعلان ماتيرا الصادر عن مجموعة العشرين، وفي إعلان روما لقادة بلدان مجموعة العشرين.

6-            وإنّ منطقة البحر الأبيض المتوسط محاطة بـ22 بلدًا واقعًا في 3 قارات مختلفة - وطيلة قرون من الزمن، تَشارَك أسلافكم هذه البحيرة الكبيرة إحقاقًا للسلم والازدهار.

7-            وفيما أن تلك البلدان تقع حول البحر نفسه إلّا أنها مختلفة جدًا الواحدة عن الأخرى من حيث الحجم والموارد الطبيعية والتقاليد الزراعية وقدراتها الإنتاجية.  

8-            وتوفّر الزراعة سبل المعيشة للعديد من الأشخاص في مختلف أنحاء المنطقة.

9-            ولطالما واجه المزارعون المخاطر المناخية، إلّا أن تواتر الصدمات وحدتها آخذان في التصاعد.

10-         وتتعرض النظم الزراعية والغذائية للضغط جراء مصادر الإجهاد الأطول أجلاً،

11-         كما تعرّض الزيادة في أسعار الطاقة والأسمدة موسم الحصاد العالمي المقبل للخطر،

12-         ويواجه المزارعون حاليًا ارتفاع أسعار الوقود والأعلاف والمدخلات الأخرى.

13-         ويمثل انعدام الوصول إلى المدخلات الزراعية الأساسية خطرًا بوجه خاص للبلدان التي يؤدي فيها انعدام الخصوبة الطبيعية للتربة إلى ضرورة الاستعانة بالأسمدة الكيميائية في مرات كثيرة لإنتاج الأغذية.  

14-         وبينما تتمتع بعض بلدان المنطقة بقطاعات زراعية قوية، يتكل العديد منها على الواردات من الحبوب لتوفير الغذاء للسكان.

15-         وحتى قبل اندلاع الحرب في أوكرانيا، زاد التوجه لدى معظم بلدان المنطقة إلى استيراد الأغذية لتلبية الاحتياجات المحلية من الاستهلاك الغذائي.  

16-         وكثيرًا ما يستورد القمح وغيره من الحبوب من أوكرانيا ومن الاتحاد الروسي نظرًا إلى قرب المسافة الجغرافية معهما.

17-         وفي مارس/آذار من هذا العام بلغ مؤشر منظمة الأغذية والزراعة لأسعار الأغذية أعلى مستوى له على الإطلاق حيث سجّل 160 نقطة.

18-         ورغم حدوث تراجع طفيف منذ ذلك الحين، بقي المؤشر في مايو/أيار أعلى مما كان عليه في مايو/أيار 2021 بنسبة 22.8 في المائة.

19-         وإذ يستمر المزارعون في أوكرانيا ومناطق أخرى من العالم في الإنتاج على الرغم من التحديات الناجمة عن الحرب وتعطيل الحركة التجارية وسلسلة إمدادات المدخلات الزراعية مثل الأسمدة والأعلاف،

20-         من الصعب من الناحية اللوجستية أن ينقلوا إنتاجهم إلى الأسواق الدولية.

21-         وفي حال استمرار الوضع الراهن، سوف تضطر البلدان المستوردة إلى الاستعانة بموردين بديلين، ولكن هذا الأمر سوف يستغرق وقتًا وسوف تضطر تلك البلدان أيضًا إلى دفع تكاليف أعلى للنقل.

حضرات الزميلات والزملاء الكرام،

22-         كما سبق أن ذكر معالي الوزير Di Maio، نحن مجتمعون هنا اليوم أيضًا لمناقشة أربعة مجالات حرجة للعمل من شأنها أن تسمح لنا بمعالجة التحديات الراهنة، فضلاً عن التعجيل بالتحول اللازم.

23-         وينبغي لنا الاستثمار في البلدان الأشد حاجة والمتأثرة بشدة جراء الارتفاع في أسعار الأغذية.

24-         وثانيًا، يتعيّن علينا الحد من الفاقد والمهدر من الأغذية.

25-         ففي الوقت الراهن بوسع الكميات العالية من الفاقد والمهدر من الأغذية أن تؤمّن الغذاء لحوالي 1.26 مليار شخص في السنة،

26-         كما أنها تنتج أثرًا سلبيًا هائلا على البيئة.

27-         وإذا خفّضنا الفاقد والمهدر من الأغذية بنسبة 50 في المائة، سيتوفر لنا ما يكفي من الفواكه والخضروات المتاحة في إمدادات الأغذية، لتغطية الكمية الموصى بها من الغذاء والبالغة 400 غرام للشخص الواحد يوميًا.

28-         ثالثًا، نحتاج إلى ضمان استخدام أفضل وأكثر كفاءة للأسمدة المتوفرة.

29-         وينبغي أن نستخدم التكنولوجيا لتحسين كفاءة استخدام الأسمدة والانتقال إلى أمونيا مراعية للبيئة ذات إمكانات كبيرة بالنسبة إلى البلدان المتوسطية.

30-         ويمكن دعم هذا العمل من خلال التنفيذ السريع لخرائط مفصلة للتربة كفيلة بدعم البلدان الأضعف كي تستخدم أسمدتها بكفاءة.

31-         وأخيرًا وليس آخرًا، يتمثل العامل المسرّع الرئيسي لجميع النقاط الآنفة الذكر في أهمية الابتكار والعلوم والبحوث.

32-         فعلى سبيل المثال، بوسع الابتكارات على صعيد إتاحة البيانات أن تساعد في تحسين كفاءة استِخدَام الأسمدة وتطبيقها.

33-         وبوسع الابتكار التكنولوجي والاجتماعي أن يقلّل إلى حد كبير أوجه قصور الأسواق بالنسبة إلى الزراعة، وأن يحسن أداء الأسواق.

أصحاب المعالي والسعادة،

34-         بوسع انعدام الأمن الغذائي وارتفاع الأسعار أن يسببا انعدام الاستقرار، ولا سيما في السياقات التي تتسم بتفاوتات حادة وبمؤسسات هشة.  

35-         وعلينا أن نُبقي نظامنا التجاري العالمي مفتوحًا وأن نضمن عدم خضوع الصادرات الزراعية والغذائية للقيود أو للضرائب.

36-         وتكتسي شفافية الأسواق وتنسيقها أهمية حاسمة في فترات انعدام اليقين، وهي تساعد في تثبيت استقرار الأسواق والأسعار.

37-         وتبقى المنظمة ملتزمةً بتحسين شفافية الأسواق العالمية من خلال نظام المعلومات المتعلقة بالأسواق الزراعية الذي يعدّ أداة أساسية لتعزيز الثقة بالأسواق العالمية.

38-         وينبغي لنا العمل معًا بطريقة تتسم بالكفاءة والفعالية والاتساق، لتحديد الخيارات اللازمة من أجل زيادة الإنتاج وتحسينه.

39-         وتشكّل زيادة الإنتاج والإنتاجية الزراعيين بصورة مستدامة مسألةً حاسمة الأهمية.

40-         وعلينا توفير وتطبيق أدوات لإدارة المخاطر تسمح لجميع المزارعين - كبارًا وصغارًا- بإدارة المخاطر المحدقة بالإنتاج وبسلسلة الإمدادات.  

41-         وينبغي لنا أيضًا مساعدة الأشخاص الأكثر تأثرًا بالأزمة، عبر تعزيز الحماية الاجتماعية وتوفير المساعدة الهادفة.

42-         وتعكف المنظمة على تحليل حالة الأمن الغذائي على المستوى العالمي ومحركاتها الرئيسية لتوفير البيانات المطلوبة لإجراءات مصممة عند الطلب وكفؤة، من قبل الأعضاء والمجتمع الدولي.

43-         وعلينا العمل معًا من أجل إنتاج أفضل، وتغذية أفضل، وبيئة أفضل، وحياة أفضل للجميع، من دون ترك أي أحد خلف الركب.

44-         لقد حان الوقت لتحويل النظم الزراعية والغذائية لخير الناس والسلام والازدهار عبر العمل معًا في شراكة.

45-         وإنّ المنظمة ملتزمة بمواصلة العمل مع جميع البلدان في منطقة البحر الأبيض المتوسط وحول العالم من أجل عالم متحرر من الجوع ومن سوء التغذية.

46-         وشكرًا على حسن إصغائكم.