حفل منح ميدالية أغريكولا (Agricola) لصاحب الجلالة الملك عبد الله الثاني بن الحسين
للدكتور شو دونيو، المدير العام لمنظمة الأغذية والزراعة
04/06/2025
صاحب الجلالة، عبد الله الثاني بن الحسين،
أصحاب المعالي والسعادة،
حضرات السيدات والسادة،
صباح الخير،
السلام عليكم،
إنّه لشرف عظيم لي أن أقدّم اليوم ميدالية أغريكولا لمنظمة الأغذية والزراعة إلى صاحب الجلالة الملك عبد الله الثاني بن الحسين، ملك المملكة الأردنية الهاشمية.
وهذه الميدالية هي تقدير للقيادة الاستثنائية لصاحب الجلالة ورؤيته على مدى السنوات الست والعشرين الماضية في قيادة جهود الأردن من أجل تحويل نظامه الزراعي والغذائي ليصبح أكثر كفاءة وشمولًا وقدرة على الصمود واستدامة،
ولضمان نظام أكثر إنصافًا، متجذّر بعمق في التزام نبيل بكرامة الإنسان ورفاهه - ليس فقط في الأردن، بل كذلك في شتّى أرجاء المنطقة وفي مختلف أنحاء العالم، وبالتالي ضمان الأمن الغذائي العالمي.
وقد وضع صاحب الجلالة الأردن في موقع الريادة الإقليمية في مجال الأمن الغذائي من خلال مبادرات محلية استراتيجية وشراكات دولية، والتصدي لتحديات مثل ندرة المياه، وتغيّر المناخ، وعدم الاستقرار الإقليمي.
وذلك من خلال نهج شامل يدمج السياسات التمكينية، والعلوم والتكنولوجيا، والتعاون عبر الحدود.
وبصفتي ابنًا لمزارع أرزّ، أدركت في وقت مبكر من حياتي مدى أهمية الأمن الغذائي والكرامة الأساسية. وعمّقت مسيرتي المهنية كعالم أحياء فهمي للدور الحاسم الذي يؤديه العلم والابتكار في تشكيل حياتنا ومستقبلنا.
وطوال مسيرتي المهنية، كنت على الدوام أؤمن إيمانًا راسخًا بأن النظم الزراعية والغذائية القادرة على الصمود هي أساس مجتمعات مستقرة واقتصادات مزدهرة، ويشرّفني أن أشارك صاحب الجلالة هذه القناعة وهذا الالتزام والحماس.
صاحب الجلالة،
إنّ هذه الجائزة هي شهادة على التقدّم الملحوظ الذي أحرزه الأردن في مواجهة العديد من التحديات، والأهم من ذلك، قيادة جلالتكم الثابتة وتفانيكم في تحقيق الأمن الغذائي العالمي والزراعة المستدامة.
وهو ما يمثل التزامًا يتماشى مع ولاية المنظمة، وتطلّعنا إلى تحقيق "الأفضليات الأربع"، أي: إنتاج أفضل، وتغذية أفضل، وبيئة أفضل، وحياة أفضل - من دون ترك أي أحد خلف الركب، وهو ما يشكّل الأساس الذي يقوم عليه الإطار الاستراتيجي للمنظمة للفترة 2022-2031، والذي أقرّه جميع الأعضاء ويوجّه عمل المنظمة على مدى العقد المقبل.
كما أن التزام جلالتكم الشخصي بالأمن الغذائي العالمي، رغم تحديات ندرة المياه الشديدة على المستويين الوطني والإقليمي، فضلًا عن الآثار الواسعة النطاق لأزمة المناخ وغير ذلك من التحديات العالمية التي تؤثر على العالم، مثل النزاعات والحروب الممتدة والانكماش الاقتصادي والآثار المستمرة للجائحة، أمرٌ يستحق الثناء حقًا.
وهو يعكس قيادة جلالتكم الحكيمة وتخطيطكم الاستراتيجي وقدرة الأمة الأردنية على الصمود.
وستواصل المنظمة تعميق شراكتها الاستراتيجية مع الأردن، والعمل معًا من أجل تنفيذ مبادرات تحت قيادة جلالتكم، مثل رؤية التحديث الاقتصادي للأردن، التي تناصر إدراج الأمن الغذائي باعتباره ركيزة أساسية، وتؤكّد على النمو القطاعي وتشجيع الصادرات إلى الأسواق العالمية، فضلًا عن الاستراتيجية الوطنية للأمن الغذائي في البلاد، بما في ذلك المجلس الأعلى للأمن الغذائي، من أجل تسريع وتيرة التنفيذ وضمان التنسيق الفعّال في المجالات الرئيسية للزراعة الذكية من حيث المياه والممارسات القادرة على الصمود أمام تغيّر المناخ.
وقد أفضت قيادة جلالتكم إلى الابتكار الزراعي وتطوير البنية التحتية، بما في ذلك إنشاء بنك بذور وطني للحفاظ على البيانات الوراثية النباتية من أجل الاستدامة الزراعية والقدرة على الصمود أمام تغيّر المناخ، والسجلات الزراعية الرقمية، وتكنولوجيات كفاءة استخدام المياه من أجل استيفاء معايير السوق العالمية.
وفضلًا عن ذلك، أتاحت تعبئة الاستثمارات تحت قيادة جلالتكم إمكانية الاستفادة من الشراكات بين القطاعين العام والخاص من أجل استقطاب التمويل اللازم للتنمية الزراعية.
وتلتزم المنظمة بمواصلة الاستفادة من قيادة جلالتكم؛ وأودّ أيضًا أن أؤكّد التزامي الشخصي، بصفتي المدير العام للمنظمة، بمواصلة دعم جلالتكم.
ومن خلال توطيد تعاوننا، يمكننا مواصلة العمل على تسخير التراث الزراعي الغني للأردن لما فيه صالح جميع سكان الأردن والمنطقة، وخارجها.
صاحب الجلالة،
تقديرًا لقيادة جلالتكم الحكيمة والتزام جلالتكم بالنجاح في ترسيخ مكانة الأردن كمركز للأمن الغذائي في المنطقة، وخارجها،
ولمساهمات جلالتكم الطويلة الأمد والعميقة والمؤثرة في رفاه سكان الأردن، ولا سيما الفئات الأكثر ضعفًا، فضلًا عن تأثيركم الإيجابي في جميع أرجاء المنطقة،
أتشرّف وأفتخر بأن أقدم ميدالية أغريكولا لمنظمة الأغذية والزراعة إلى صاحب الجلالة، عبد الله الثاني بن الحسين، ملك المملكة الأردنية الهاشمية، تقديرًا لإرث جلالتكم الذي يتجاوز الحدود الوطنية، والذي كان له أثر إيجابي على بنية الأمن الغذائي العالمي لما يقارب ثلاثة عقود.
وشكرًا لحسن إصغائكم!