الحوار بين الأجيالالملاحظات الافتتاحية

الزميلات والزملاء الأعزاء،

مرحبًا بكم! أقدّر دائمًا الفرصة التي تتاح لنا لنلتقي ببضعنا البعض لأنها تسمح لنا بالعمل معًا، والتفكير معًا، والتعلّم معًا والنمو معًا؛ والأهم من ذلك كلّه، المساهمة معًا.

واليوم، يتواجد معنا هنا شباب المنظمة والمفعمون بروح الشباب من مختلف أنحاء المنظمة للمشاركة وتبادل الأفكار. وهو أمر عزيز جدًا على قلبي لأن تبادل المعرفة والخبرة بين الأجيال ضروري من أجل مدّ جسور المستقبل.

وعندما توليت مهام منصبي قبل خمس سنوات، قمت على الفور بتأسيس لجنة شؤون النساء في المنظمة ولجنة شؤون الشباب في المنظمة لكي يتمكّن الشباب والمفعمون بروح الشباب من دفع عجلة التغيير.

ونحن بحاجة إلى بناء ثقافة متوازنة بين الأجيال. ونحتاج إلى الشباب لبناء المستقبل، دون أن تغيب عن أذهاننا أهمية أن نُكنَّ الاحترام لمن هم أكبر سنًا. ونحن بحاجة إلى أن يشاركوا تجاربهم معنا. كما أننا بحاجة إلى احترام بعضنا البعض كأسرة واحدة كبيرة.

ونحن اليوم نلتقي للمضي قدمًا معًا بما يتماشى مع المبادئ الأربعة: التعافي جسديًا ونفسيًا؛ وإعادة البناء بكفاءة وابتكار؛ والإصلاح بصورة فعالة وسلسة، من أجل إحداث نهضة ديناميكية ومؤثرة في المنظمة.

وفي الحوار الأول بين الأجيال الذي نُظم في عام 2022، رحّبت بصديقي العزيز والموظف السابق في المنظمة والعضو السابق في غرفة التجارة الدولية، السيد Khalid Mehboob، لمشاركة معرفته وخبراته المستفيضة. وفي العام الماضي، تقاسم السيد Dan Gustafson، نائب المدير العام السابق، أفكاره حول ما يزيد عن 25 عامًا من الخدمة في المنظمة.

واليوم، يسعدني أن أرحِّب بالسيدة Eve Crowley، نائب الممثل الإقليمي لأمريكا اللاتينية والبحر الكاريبي العاملة في المكتب الإقليمي للمنظمة في سانتياغو، شيلي، والسيدة Xiangjun Yao، الممثلة الإقليمية الفرعية لآسيا والمحيط الهادئ والعاملة في مكتبنا في ساموا. فقد أمضت كلتاهما فترة طويلة من الخدمة المخلصة للمنظمة على الرغم من ظروف حياة صعبة!

كما ينضم إلينا ستة زملاء شباب يتمتعون بروح الحماس يمثّلون المقر الرئيسي وكل مكتب من مكاتبنا الإقليمية ويعكسون النطاق الواسع لعمل المنظمة والطاقة الحيوية التي يجلبونها إلى المنظمة.

وإذ نعدُّ العُدة لمنتدى الأغذية العالمي لعام 2024 الذي سيعقد الأسبوع المقبل - بركائزه الثلاث: منتدى الاستثمار الخاص بمبادرة العمل يدًا بيد، ومنتدى العلوم والابتكار، ومنتدى الشباب العالمي - يمكننا أن نشعر بالزخم في ميدان العمل!

وهذه الطاقة تساعد على إبقاء المنظمة في صميم الحوار والابتكار في مجال تحويل النظم الزراعية والغذائية.

ويصادف الأسبوع المقبل الذكرى السنوية التاسعة والسبعين لتأسيس المنظمة، كما أن يوم الأغذية العالمي لعام 2024 سيمثّل بداية العدّ التنازلي للذكرى الثمانين لتأسيس المنظمة. وسيكون ذلك بمثابة لحظة للتمعّن في إرثنا الغني والتطلّع إلى المستقبل وكيف يمكننا المساهمة في إيجاد منظمة توفر خدمات متميزة تفي بالغرض المنشود منها.

الزميلات والزملاء الأعزاء،

إن موضوع الحوار بين الأجيال لهذا العام هو "منظمة الأغذية والزراعة اليوم، ومنظمة الأغذية والزراعة غدًا"، وأنا متحمس جدًا للاستماع إلى أفكاركم وأتطلّع قدمًا إلى نقاش إيجابي وبنّاء لمواصلة الالتزام ببناء منظمة حيوية للأغذية والزراعة من أجل عالم أفضل.

غير أن هذا التبادل يجب ألّا ينتهي اليوم. فهو حوار يجب أن يستمر في مكاتبكم، وفي الكافيتريا، وفي الميدان، ومع زملائكم، والأهم من ذلك، مع شركائنا وعملائنا: المزارعون والمستهلكون في العالم.

ويجب أن نحوّل طموحات الأفضليات الأربع - إنتاج أفضل، وتغذية أفضل، وبيئة أفضل، وحياة أفضل، دون ترك أي أحد خلف الركب - إلى عمل ملموس ومتّسق.

ويجب أن نستفيد من حكمتنا الجماعية لمساعدة الفئات السكانية التي لا حول لها ولا قوة وأن نتكاتف لتحقيق تقدم حقيقي.

فدعونا نتذكر دائمًا المسؤولية المشتركة الملقاة على عاتقنا والمتمثلة في بناء منظمة حيوية للأغذية والزراعة من أجل مستقبل أفضل للجميع.

ويمكن للجميع المساهمة في نهضة المنظمة – بمساهمة صغيرة ضمن فريق كبير!

وشكرًا على حسن إصغائكم.