المدير العام شو دونيو

الكلمة الافتتاحية في حفل افتتاح منتدى الشباب العالمي في إطار منتدى الأغذية العالمي لعام 2024

للدكتور شو دونيو، المدير العام لمنظمة الأغذية والزراعة

14/10/2024

الزملاء الشباب الأعزاء،

قادة اليوم وغدًا الأعزاء،

حضرات أصحاب الرؤى الأعزاء من جميع الأعمار،

أهلًا بكم في حفل افتتاح منتدى الشباب العالمي في إطار منتدى الأغذية العالمي لعام 2024!

ذكّرنا موضوع يوم الأغذية العالمي لعام 2024 "الحق في الأغذية من أجل حياةٍ ومستقبل أفضل" بأن المنظمة تؤدي مهمةً ضخمة في ضمان الأمن الغذائي للناس كل يوم، وفي كل مكان.

ونستهل هذا الأسبوع المشوّق بالافتتاح الرسمي لمنتدى الشباب العالمي لأن تصورات الشباب وأعمالهم ليست فقط أولويةً قصوى، إنما هي أيضًا ضرورية لمستقبل نظمنا الزراعية والغذائية العالمية وثقافاتنا الغذائية. فقد كانت هذه الرسالة الأساسية المنبثقة عن قمة الأمم المتحدة للمستقبل التي عُقدت في نيويورك الشهر الفائت.

وفيما ننطلق معًا في هذه الرحلة المذهلة، أودّ أن أتوجه إلى جميع المشاركين بخالص الشكر- من رؤساء الدول والحكومات إلى الوزراء والقادة والشركاء الذين انضموا إلينا، بالحضور الشخصي في روما وعبر الإنترنت من حول العالم.

وحضوركم معنا اليوم إنما هو دليلٌ قوي على الدور الحاسم الذي يضطلع به الشباب.

وكما يعرف القادة الموجودون هنا اليوم، تتمثل إحدى المهارات الأهم التي يمكن أن يتمتع بها القائد الجيد في الإصغاء والتفكير واتخاذ الإجراءات.

ويجب أن نبقى دومًا منفتحين على أفكارٍ جديدة وحلول مبتكرة. وهذا أيضًا مؤشرٌ آخر يدلّ على أنّ من لديهم روح الشباب ما زالوا شبابًا في الفكر والقلب!

كما أن القادة العظماء يمكّنون الآخرين. والقادة العظماء لا يعملون وهم متقوقعين، بل يعملون معًا ويتعلمون معًا ويفكرون معًا ويساهمون معًا.

ونحن هنا اليوم للإصغاء إلى دفعة جديدة من صانعي التغيير والتعلّم منهم وتمكينهم. فأنتم صانعو التغيير، ليس اليوم فحسب إنما غدًا أيضًا.

لذا، أحثّكم جميعًا، أنتم القادة والمشاركين الشباب، على إعلاء أصواتكم لكي تُسمع! وأطلب منكم أيضًا التواضع والشمول واحترام بعضكم بعضًا.

فمنتدى الشباب العالمي لا يتعلق فقط بالإقرار بالدور المهم الذي يجب أن يؤديه الشباب وبتقدير هذا الدور، إنما يعني أيضًا توسيع وتعزيز هذا التحوّل المزلزِل الذي يحققه الشباب بالفعل، وسوف يستمرون في تحقيقه.

ففي منظمة الأغذية والزراعة، كان زملائي الشباب هم القلب النابض للتحوّل، إذ ملأوا المنظمة بأفكارٍ جديدة ونُهُج مبتكرة وطاقة جامحة وحققوا نتائج ملموسة. ونحن بحاجة إلى الحماسة لكن بشرط أن تفضي إلى إنجازات ملموسة - وهذا ما يجعل منكم قادة شباب استثنائيين.

في الواقع، كانت بدايات منتدى الأغذية العالمي من خلال عقد مناقشات بين زملائي الشباب في لجنة شؤون الشباب للمنظمة التي أنشأتُها في عام 2019 حين توليتُ منصبي كمدير عام للمنظمة.

وحتى قبل انضمامي إلى المنظمة، حين كنتُ نائب رئيس الأكاديمية الصينية للعلوم الزراعية قبل 23 عامًا، لطالما عملتُ مع الشباب - الذين منحوني دومًا الطاقة والشغف، وهذا ما أردتُ أن أُحضره معي إلى المنظمة.

والحركة التي بدأت عندها اتّسعت على نحو أكبر مع مكتب المنظمة لشؤون الشباب والمرأة - وهو مكتب جديد رائع أُنشئ لتحفيز دور الشباب والمرأة في تحويل النظم الزراعية والغذائية وتسريع وتيرة تحقيق مقاصد أهداف التنمية المستدامة في جميع أنحاء العالم.

وهذا المكتب ليس مجرد حيّز، بل هو تجسيدٌ لالتزامنا بتحفيز قيادة الشباب وضمان أن تستمر أصواتهم في تحديد ملامح استراتيجياتنا وإجراءاتنا.

ويشكل منتدى الشباب العالمي إحدى الركائز الثلاث لمنتدى الأغذية العالمي- وهو حدثٌ تطوّر في غضون أربع سنوات قصيرة فحسب وتحوّل إلى حركة عالمية.

ويجتمع آلاف الأشخاص الشغوفين من جميع أصقاع العالم - ليس هذا الأسبوع فقط، إنما طيلة السنة، وليس فقط في روما، إنما أيضًا في نيويورك، مع جميع الأعضاء.

وقد شهدنا هذا العام مشاركةً محوريةً للقادة الشباب في منتدى الأغذية العالمي في جميع اللجان الفنية للمنظم، أي لجنة مصايد الأسماك، ولجنة الغابات، ولجنة الزراعة ولجنة مشكلات السلع.

وعلى الصعيد القطري، شهدنا إطلاق الفروع الوطنية الجديدة - 25 فرعًا في المجموع - التي تتسم بأهمية أساسية في توسيع نطاق الحركة وترسيخها بشكل أعمق على المستوى المحلي. وأودّ أن أشكر في هذا الصدد مكتب المنظمة في نيبال الذي كان رائدًا في قيادة هذه المبادرة.

فالشباب هم القوة الدافعة لمنتدى الأغذية العالمي من خلال الابتكار والثقافة والتعليم والسياسة والعمل المحلي.

وسنطّلع هذا الأسبوع على البحوث الهامة الجارية والتحديات التي تواجهها الشركات الناشئة، وسوف ترون بشكلٍ مباشر بعض مبادرات حاضنات المشاريع وستختبرون تشاطر المعارف والمهارات، وغيرها الكثير.

إنما تذكّروا أنّ منتدى الأغذية العالمي هو أكثر من منصة- إنه حركة. والحركة تعني العمل المتواصل!

وهذا الأسبوع مشوّق ليس فقط بفعل عدد الجلسات والأنشطة التي ستتخلّله، إنما أيضًا لجهة عمق المحادثات والحلول والإجراءات الملموسة التي سيشهدها.

من الحوارات المبتكرة إلى الجلسات المحفّزة للتفكير، البرنامج حافلٌ بالفرص المتاحة لكم للمشاركة والتبادل والتعلّم.

أنتم القوة الدافعة وراء هذه الحوارات التي ستمهّد الطريق للتغيير المؤثر.

ولذا، فيما ننطلق في هذه الرحلة، دعونا نحافظ على الزخم.

فأفكاركم وطاقتكم والتزامكم هي العوامل التي ستقودنا باتجاه مستقبل أكثر ديناميكية وازدهارًا.

إنّي أعوّل عليكم وعلى الشباب من حول العالم، فدعونا نواصل العمل إلى أن نبلغ الأغذية الجيدة للجميع، حاضرًا ومستقبلًا!

والآن أود أن أقدّم لرئيس لجنة شؤون الشباب في المنظمة السيد Maximo Torrero، لوحة مخططة كتبتها بنفسي عربونًا لتقديري للعمل الذي قام به، معي ومع زملائي، في قيادة منتدى الشباب العالمي!

وشكرًا لكم على حسن إصغائكم.