الملاحظات الافتتاحية لحفل افتتاح منتدى الأغذية العالمي لعام 2024
للدكتور شو دونيو، المدير العام لمنظمة الأغذية والزراعة
14/10/2024
أصحاب المعالي والسعادة،
حضرات السيدات والسادة،
حضرات الزميلات والزملاء الكرام،
أهلًا بكم في منتدى الأغذية العالمي لعام 2024!
تغمرني سعادة كبيرة لوجودي هنا اليوم، لإطلاق النسخة الرابعة من هذا المنتدى الذي كان الغرض من إنشائه الاحتفال بعيد ميلاد المنظمة، ومن أجل تأسيس منصة ترتقي بتحويل النظم الزراعية والغذائية في ظل الظروف الصعبة التي فرضتها جائحة كوفيد-19.
وإنّ مراقبة منتدى الأغذية العالمي ينمو ويتحول إلى منصة عالمية يقودها الشباب، هو أمر يشكل مصدر إلهام.
ويسعى هذا الحيز المستقل والمحايد، الذي أطلقته وتستضيفه منظمة الأغذية والزراعة (المنظمة)، إلى تهيئة عالم أفضل من خلال عملية يقودها الشباب لتحويل النظم الزراعية والغذائية العالمية.
وأقول لجميع الشباب، ولمن لديهم روح الشباب الموجودين هنا في القاعة، ولأولئك الذين ينضمون إلينا عبر الإنترنت - ثمة آمال كبيرة معقودة عليكم!
وثمة جدول أعمال طموح ومشوّق أمامكم، سيمكّنكم من تعلّم ماهية التغيير ومشاطرته وقيادته.
ويتطلب التغيير التحويلي وجود ثلاثة عناصر رئيسية هي: الشباب؛ والعلوم والابتكار؛ والاستثمارات المحدّدة الأهداف. وهذه هي الركائز الرئيسية الثلاث التي يستند إليها منتدى الأغذية العالمي.
وإنّ العمل مع الشباب يكفل توجيه جهودنا نحو بناء القدرة الديناميكية وترك أثر مستدام وطويل الأجل.
ومن خلال مزج الأفكار المبتكرة التي يبتدعها الشباب مع حكمة الأجيال الأكبر سنًا، نحقق التوازن اللازم لتسريع عجلة تحويل النظم الزراعية والغذائية العالمية.
والإجراءات التي نتخذها اليوم ستؤثر بصورة مباشرة على مستقبلنا.
ويجسد موضوع هذا العام "الغذاء الجيد للجميع، حاضرًا ومستقبلًا" جوهر مهمة المنظمة ويُبرز أهمية الأفضليات الأربع: إنتاج أفضل، وتغذية أفضل، وبيئة أفضل، وحياة أفضل - من دون ترك أي أحد خلف الركب.
وتلتزم المنظمة بدعم جميع الأعضاء، لا سيما الأشد ضعفًا منهم، من خلال العمل على ضمان الأمن الغذائي والتغذية للجميع.
ولا يقتصر هذا الجهد على مجرد توفير الغذاء للناس عن طريق إنتاج قدر أكبر من الأغذية فحسب - تماشيًا مع "إنتاج أفضل" - بل إنه يشمل أيضًا إتاحة الوصول إلى أنماط غذائية صحية بغية ضمان "تغذية أفضل".
وينطوي تعريف الأمن الغذائي على الجمع بين ضمان توافر الأغذية وإمكانية الوصول إليها والقدرة على تحمل كلفتها.
ويجدر بنا إنتاج المزيد من الأغذية باستخدام قدر أقلّ من الموارد، من خلال الاستعانة بالتكنولوجيا والعلوم والابتكار من أجل زيادة الكفاءة والاستدامة والقدرة على الصمود، من أجل "بيئة أفضل".
وحين نضمن الغذاء الجيد للجميع – حاضرًا ومستقبلًا على حد سواء - فإننا نحمي الحق في الغذاء ونتمسك بمبدأ الحق في الغذاء كحق أساسي من حقوق الإنسان ويكفل للجميع "حياة أفضل" قائمة على الغذاء الصحي والبيئة السليمة - من دون ترك أي أحد خلف الركب.
حضرات الزميلات والزملاء الكرام،
تعدّ الاستثمارات، إلى جانب السياسات المشجّعة لها، عنصرًا أساسيًا.
ولا بدّ من توسيع نطاق التمويل من أجل تحقيق الأمن الغذائي والتنمية الريفية، وهذا لا ينطوي فقط على حشد الموارد، بل أيضًا على تحديد فرص الاستثمار الاستراتيجي التي يمكن أن تحقق تأثيرًا واسع النطاق.
وإنّ مبادرة "العمل يدًا بيد" التي أطلقتها المنظمة و"منتدى الاستثمار" الخاص بها تحت مظلة منتدى الأغذية العالمي هما من الأمثلة الممتازة على هذا النهج.
وستلاحظون في الأيام المقبلة كيف ستجمع هذه المبادرة الاحتياجات والفرص الوطنية مع الجهات المناسبة من الشركاء والمستثمرين والمؤسسات المالية والقطاع الخاص والجهات المانحة التقليدية.
وقد أشار إصدار عام 2024 من تقرير حالة الأمن الغذائي والتغذية في العالم الذي صدر خلال اجتماع مجموعة العشرين في البرازيل هذا العام، إلى أنّ البلدان الأكثر تضررًا من انعدام الأمن الغذائي هي في أغلب الأحيان تلك التي لديها أقل فرص الحصول على التمويل.
وبغية معالجة هذا الأمر، يجدر بنا أن نعتمد على معلومات حسنة التوقيت وموثوقة - مثل البيانات والعلوم والأدلّة - من أجل تحديد الاحتياجات وإيجاد الحلول الفعالة لتلبيتها.
وهذا هو تحديدًا الهدف من عقد منتدى الاستثمار الخاص بمبادرة العمل يدًا بيد، من خلال العمل المبتكر الذي تؤديه المنصة الجغرافية المكانية ذات الصلة التابعة للمنظمة والعمل التحليلي الذي يقود خطط الاستثمار التابعة لمبادرة العمل يدًا بيد.
وفي عالم يعاني فيه الكثيرون من انعدام الأمن الغذائي والصراعات وأزمة المناخ وحالات الانكماش الاقتصادي وغير ذلك الكثير، فإننا بحاجة إلى نهج استراتيجي لتنفيذ رؤيتنا وأعمالنا.
ولا بدّ لنا من إتاحة أكبر قدر ممكن من الفرص وتحقيق أقصى استفادة من الموارد المتوفرة لدينا.
الصديقات والأصدقاء الأعزّاء،
من واجب جيلنا تمكين الشباب، لا سيما الذين يعانون منهم من التهميش وقلة الفرص. ويجدر بنا إشراكهم في عمليات صنع القرار وتوفير حيّزات تُسمع فيها أصواتهم.
ويحدوني الأمل في أن نتخذ في المنظمة هذا الأسبوع خطوات تفضي إلى تحقيق هذا الهدف، فنكون مثالًا يحتذي به الآخرون.
ومع افتتاح منتدى الأغذية العالمي لعام 2024، أحثّ جميع الشباب ومن لديهم روح الشباب على المشاركة معنا والتعبير عن شواغلهم والنضال من أجل الأمور التي تهمّ جيلهم.
فلنعمل معًا من أجل مستقبل يتسم بقدرٍ أكبر من الشمول والإنصاف.
مستقبل يضمن الغذاء الجيد للجميع، حاضرًا ومستقبلًا.
إنّ منظمة الأغذية والزراعة أمانة بين أيديكم، وكذلك هو المستقبل!
وشكرًا على حسن إصغائكم.