مركز الاستثمار في منظمة الأغذية والزراعة

تمويل المناخ يُعزز جهود المكسيك في بناء القدرة على الصمود

إنداليسيو أنطونيو، خوسيه غونزاليس، إسماعيل موراليس، وأرماندو غونزاليس، صيادون محليون يصطادون بالشباك الجارفة في جزيرة باكاندا، في بحيرة باتزكوارو، ولاية ميتشواكان، المكسيك.

©FAO/Luis Antonio Rojas

17/06/2025

عد حوض بالساس، الغني بالموارد الطبيعية والتراث الثقافي، من أكثر مناطق المكسيك عرضة للخطر. تُوفر المناظر الطبيعية لمستجمع المياه، الذي تُغطي الغابات ما يقرب من ثلثي مساحته، خدمات بيئية أساسية، مثل تنظيم مياه الأمطار وتخزينها، ومكافحة تآكل التربة، وتوليد الطاقة الكهرومائية. إلا أن تدهور التربة، وتزايد عدم انتظام هطول الأمطار، وطول مواسم الجفاف، والأعاصير، وغيرها من المخاطر المناخية، قد أعاقت الإنتاجية الزراعية، مما هدد سبل كسب العيش والأمن الغذائي. 

بتمويلٍ بقيمة تقترب من 91 مليون دولار أمريكي من قرضٍ من الصندوق الدولي للتنمية الزراعية، وقرضٍ ومنحةٍ من الصندوق الأخضر للمناخ، تأمل المكسيك تعزيز قدرة المجتمعات المحلية الضعيفة في حوض بالساس على الصمود في مواجهة تغير المناخ، وذلك من خلال توفير حوافز مالية لحماية المناظر الطبيعية والنظم البيئية في الحوض واستعادتها وإدارتها على نحوٍ مستدام. ومن المتوقع أن يُسهم المشروع في تحسين خدمات الإرشاد الزراعي وإمكانية الوصول إلى المعلومات المناخية، بما في ذلك نظم الإنذار المبكر ونظم التنبيه بالحرائق. ويحظى المشروع، المُصمّم بدعمٍ فنيٍّ من منظمة الأغذية والزراعة، بتأييد كبير من الحكومة، مما يُثبت أهمية المشاركة الوطنية بعيدة المدى في بناء الثقة مع الشركاء. 

يتحدث قرابة مليوني شخص من سكان حوض بالساس - أي أكثر من ربع السكان الأصليين في المكسيك - لغةً أصلية. وتصل معدلات نقص فرص العمل إلى أعلى مستوياتها في المناطق الريفية من الحوض، وخاصةً بين النساء والشباب والمجتمعات الأصلية. ويعزز المشروع الإدماج الاجتماعي وتمكين المجتمعات المحلية من خلال دعم عملية صنع القرار من القاعدة إلى القمة بشأن الإدارة المستدامة للغابات، وتنمية سلسلة القيمة. 

قدّم فريق التصميم العديد من الابتكارات، تتضمن دعم المشروع تنفيذ نهج متكامل للتنمية الإقليمية، وتفعيل استخدام معايير تغير المناخ، بما في ذلك الهشاشة الاجتماعية والتركيز على المجتمعات الأصلية القائمة عند تحديد أولويات المستفيدين والتدخلات. وسيعزز المشروع كذلك القدرة المؤسسية على إدارة أكثر من 000 300 هكتار من الأراضي أو الحفاظ عليها أو استعادتها. 

يقدم المشروع حوافز سنوية متعددة تتحدد من خلال نظام قائم على التقدم المحرز، يكافئ المبادرات عالية الأداء في مجال التكيف مع تغير المناخ والتخفيف من آثاره، والتي تُحقق فوائد ومزايا اجتماعية. وقد قامت اللجنة الوطنية للغابات في المكسيك (كونافور)، وهي أحد الشركاء في المشروع، بتجربة هذا النهج لدفع تكاليف الخدمات البيئية. وسيساهم تعزيز التنسيق مع المؤسسات والقطاعات الحكومية الأخرى، ومختلف فئات مستخدمي المياه، مثل المدن والزراعة المروية، والمستثمرين من القطاع الخاص، في استدامة المشروع.