مركز الاستثمار في منظمة الأغذية والزراعة

ري المحاصيل من الفضاء: كيف يُمكن أن تحدث تكنولوجيا الاستشعار عن بعد التي طورتها منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة فرقًا

ري المحاصيل من الفضاء: كيف يُمكن أن تحدث تكنولوجيا الاستشعار عن بعد التي طورتها منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة فرقًا

©Shutterstock/lavizzara

01/08/2024

لا يوجد طعام بدون ماء، إلا أن موارد المياه في جميع أنحاء العالم مهددة ومعرضة للأخطار بسبب النمو السكاني وارتفاع درجات الحرارة وأحوال الطقس التي لا يمكن التنبؤ بها - مثل زيادة الجفاف والفيضانات. تساعد الحلول الرقمية المبتكرة، مثل البيانات الجغرافية المكانية والاستشعار عن بعد وإنترنت الأشياء على رصد إنتاجية المياه في الوقت الفعلي، وتحليل البيانات من أجل اتخاذ قرارات أفضل في إدارة المياه الزراعية. 

ومن الأمثلة على ذلك مشروع "الوابور" الذي طورته منظمة الأغذية والزراعة – وهو بوابة المنظمة لرصد إنتاجية المياه من خلال الوصول المفتوح للبيانات المجمعة بتقنيات الاستشعار عن بعد. ومن خلال بيانات الأقمار الصناعية المجمعة في الوقت الفعلي تقريبًا، يُمكن لهذه الأداة أن تساعد البلدان على رصد إنتاجية المياه الزراعية، وتحديد الفجوات في إنتاجية المياه والحد منها. وتُستخدم هذه الأداة أيضًا في حساب المعلمات الرئيسية مثل استهلاك المياه الفعلي، وفي تقديم المشورة بشأن استخدام مياه الري، أو كمُدخلات تستخدم لتقدير الإنتاجية الاقتصادية لمياه الري. 

يمكن أن يؤدي التطبيق الصحيح لبيانات أداة "الوابور"، عند الجمع بينها وبين البيانات الاقتصادية، إلى اتخاذ قرارات أفضل في مجال السياسات والاستثمار بشأن بعض القضايا مثل حصص المياه والتعريفات أو الحوافز لتغيير أنماط زراعة المحاصيل. 

ري المحاصيل من الفضاء: استخدام الاستشعار عن بعد لإدارة المياه الزراعية، وهو موجز استثماري تشاركت في إعداده منظمة الأغذية والزراعة والبنك الدولي، يُلقي نظرة فاحصة على مشروع "الوابور". وقد استفاد هذا الموجز من خبرة قسم الأراضي والمياه في منظمة الأغذية والزراعة في مجال وضع خرائط المحاصيل وقياس نسب التبخر والنتح، وتحليل البيانات الاقتصادية والبيانات المتعلقة بالسياسات الذي أجراه المركز. 

استخدم مؤلفو الموجز المذكور وادي البقاع في لبنان كدراسة حالة، وطبقوا منهجية من خمس خطوات لحساب إنتاجية مياه الري الاقتصادية لمحاصيل القمح والبطاطس المروية في ثلاث من محافظات الوادي خلال الفترة الموسمية من 2014/2015 إلى 2018/2019. 

يُمكن لهذا النوع من التحليل تحديد المزارع الأفضل والأسوأ أداءً من حيث استهلاك المياه والإنتاجية في المزارع التي تزرع نفس المحصول (القمح أو البطاطس، في هذه الحالة)، مما يساعد في تصميم تدابير تحسين ملموسة واستهدافها لمواقع محددة. وبالمثل، يوفر هذا التحليل معلومات عن تأثير اختيار المحاصيل وأنظمة الزراعة على استهلاك المياه وإنتاجيتها، ويُمكن الاستفادة من هذه المعلومات في إثراء السياسات المتعلقة باستخدام الأراضي من أجل تحسين إنتاجية المياه. ويُمكن تطبيق التحليل المستخدم في وادي البقاع على أنظمة أخرى تعاني من نقص المياه، مما يُسهم في تقييم إنتاجية المياه في السياقات التي تندر فيها البيانات. 

وأوضح مؤلفو الموجز أن الاستشعار عن بعد لا يُمكن أن يحل محل الملاحظات الميدانية كليًا، إلا أنه يمكن أن يقلل إلى حدٍ كبير من تكرار عمليات جمع البيانات الميدانية ويوفر تكلفتها.