توزع غابات المنغروف ونطاقها

صحيح أن غابات المنغروف تنتشر على نطاق واسع في أكثر من 120 بلدًا وإقليمًا مداريًا ودون مداري، إلا أنها تبقى في واقع الأمر غابات نادرة على النطاق العالمي، فمساحتها لا تصل إلى واحد في المائة من إجمالي مساحة الغابات المدارية حول العالم. ووفقًا لتقييم أجري مؤخرًا، بلغ نطاق انتشار غابات المنغروف عام 2020 على مستوى العالم 14.8 مليون هكتار (منظمة الأغذية والزراعة، 2023). أما المساحة الأوسع للمنغروف فنجدها في جنوب وجنوب شرق آسيا، ومن بعدها تأتي أمريكا الجنوبية وغرب ووسط أفريقيا، ومن ثم أمريكا الشمالية والوسطى، فأوقيانوسيا. وتمثل خمسة بلدان (إندونيسيا والبرازيل ونيجيريا والمكسيك وأستراليا) مجتمعة نسبة 47 في المائة من إجمالي مساحة غابات المنغروف حول العالم، بينما تنحصر نسبة 63 في المائة من إجمالي مساحة المنغروف في عشرة بلدان فقط (منظمة الأغذية والزراعة، 2020).

رغم أهمية خدمات النظام الإيكولوجي التي توفرها غابات المنغروف (كالخشب والمنتجات الحرجية غير الخشبية وحجز الكربون وحفظ التنوع الأحيائي والتخفيف من الكوارث في المناطق الساحلية وما إلى ذلك)، لا يزال العالم حتى يومنا هذا يخسر النظم الإيكولوجية للمنغروف ويقوم بتحويلها إلى استخدامات أخرى منها تربية الأحياء المائية والزراعة والتنمية الحضرية وإنشاء البنى التحتية. ويعتبر الانحسار الطبيعي – لأسباب منها التأثيرات الناجمة عن تغير المناخ – العامل الرئيس وراء خسارة المنغروف.

وخلال الفترة الممتدة بين عامي 2000 و2020، خسر العالم مساحة 677 ألف هكتار من غابات المنغروف، في حين تمت معاوضة تلك المساحة المفقودة بمساحة 393 ألف هكتار من المنغروف، بمعنى أن صافي خسارة المنغروف بلغت 284 ألف هكتار خلال فترة 20 عامًا. ولعل ذلك يبرز الطبيعة الديناميكية لغابات المنغروف، إذ تتحول النظم الإيكولوجية الساحلية من شكل إلى آخر مع تغير الظروف البيئية.

وعلى الصعيد العالمي، سجل معدل خسارة المنغروف تباطؤًا خلال العقود الأخيرة بفعل ارتفاع مستوى الوعي للمنافع الجمّة التي توفرها غابات المنغروف، ناهيك عن وضع مساحة أكبر من غابات المنغروف تحت الحماية. مع ذلك، ما فتئت غابات المنغروف تتعرض للتهديد والخسارة بمعدلات مقلقة في بعض المواقع.

رابط ذات صلة